أرشيف

مجنون يحرق نفسه أمام السفارة الأمريكية نصرةً لفلسطين

أفاق في لحظة لم تكن بالحسبان ليس من نومه، ولكن من حالة تخدير أصبح الجميع من ضحاياها أو ربما أنه ترك الجبن والخوف للعقلاء وفضل أن يقوم بعملٍ أعتبره بطولياً وقد يكون كذلك. شخص يعاني من حالة نفسية أقدم على خطوةً احتجاجية لم يجرؤ على القيام بها لا العقلاء ولا الزعماء

أجرأ  من أن يكون مجنوناً

سار على الطريق وفي رأسه تجول افكار لهدف تحول إلى قرار غير قابل للتراجع. المساء كان بارداً على سماء العاصمة والشوارع لا تعج بالبشر كما في بقية الأيام فهو يوم الجمعة وهي أجازة رسمية ولا يغادر الناس منازلهم فيها إلا للحاجة. علي شوعي رجل في الثلاثين من عمره هو أحد سكان مدينة صنعاء القديمة قرر أن يكون أكثر شجاعةً وجرأة من غيره وأن يحتج بطريقته الخاصة على ما تقوم به دولة إسرائيل في حق ابناء فلسطين المحتلة.. علي قام  بإحراق نفسه لمناصرة الفلسطينيين وفي نفس الوقت ليعبر عن سخطه لتخاذل زعماء العرب والمسلمين في نصرة إخوانهم الفلسطينيين المحاصرين في غزة. لم يبقَ لدى علي في تلك الليلة ما يحول بينه وبين تنفيذ ما عزم على القيام به سوى اختيار المكان وفي لحظة لم تكن محسوبة ولم يخطط له أحد وإنما ساقه فكره وحملته قدماه إلى أمام السفارة الأمريكية بالعاصمة صنعاء وهناك صب البترول على رأسه ثم أضرم النار في جسده غير مبالياً بما سينتج عن ذلك.

ما بعد الاحتجاج

نُقل علي بعد أن قام بإحراق نفسه إلى المستشفى الجمهوري بالعاصمة لتلقي العلاج في قسم الحروق بالمستشفى. هو الآن يرقد على السرير وخزات الألم تحيطه من كل ناحية وجانب ولكن يبدو أن علي أصبح مرتاح البال راضي النفس لقيامه بعمل لم يجرؤ احد من قبله حتى بالتفكير به. شقيقه شوعي أفاد أن أخاه يعاني من حالة نفسية منذ سنوات وحين شاهد ما يعرض على شاشات القنوات الفضائية من انتهاك لحقوق الشعب الفلسطيني وتدنيس لحرمة المسجد الأقصى تأثر علي كثيراً وقرر دون أن يخبر أحد أن يقوم بمناصرة أخوانه الفلسطينيين بالطريقة التي شعر بأنها الأنسب حيث أقدم بحرق نفسه احتجاجاً على ذلك، هذا وقد أفاد شهود عيان أن علي كان يردد عبارة>>فاسدين، ظالمين<< طوال الوقت كما تنامى إلى الأسماع ان السفارة عرضت متابعة علاج علي شوعي ولكنه رفض وطلب استدعاء أهله وهو يقول سيعالجني إخواني المسلمين.. حالة علي متردية للغاية وبحاجة إلى وقفة إنسانية ليستكمل علاجه المكلف جداً.

لم يكن ما أقدم علي على فعله جريمة كون قصته نشرت في مكان مخصص لجريمة العدد ولكن الجريمة هي زعماء كتفتهم الكراسي من القيام بأي خطوة لصالح الشعب الفلسطيني وعقلاء أخرسهم الفقر .

فتربت يداك من مجنون يا علي في وطناً عربي وإسلامي عقلاؤه جبناء. 

 

 منقول عن  صحيفة المستقلة

 

زر الذهاب إلى الأعلى